مناجاة المعتصمين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : اَللَّهُمَّ يَا مَلَاذَ اللَّائِذِينَ ، وَيَا مَعَاذَ الْعَائِذِينَ ، وَيَا مُنْجِيَ الْهَالِكِينَ ، وَيَا عَاصِمَ الْبَائِسِينَ ، وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينَ ، وَيَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيَا كَنْزَ الْمُفْتَقِرِينَ ، وَيَا جَابِرَ الْمُنْكَسِرِينَ ، وَيَا مَأْوَى الْمُنْقَطِعِينَ ، وَيَا نَاصِرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ ، وَيَا مُجِيرَ الْخَائِفِينَ ، وَيَا مُغِيثَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيَا حِصْنَ اللَّاجِئِينَ ، إِن لَّمْ أَعُذْ بِعِزَّتِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ ؟ وَإِن لَّمْ أَلُذْ بِقُدْرَتِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ ؟ وَقَدْ أَلْجَأَتْنِي الذُّنُوبُ إِلَى التَّشَبُّثِ بِأَذْيَالِ عَفْوِكَ ، وَأَحْوَجَتْنِي الْخَطَايَا إِلَى اسْتِفْتَاحِ أَبْوَابِ صَفْحِكَ ، وَدَعَتْنِي الْإِسَاءَةُ إِلَى الْإِنَاخَةِ بِفِنَاءِ عِزِّكَ ، وَحَمَلَتْنِي الْمَخَافَةُ مِنْ نِقْمَتِكَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِعُرْوَةِ عَطْفِكَ ، وَمَا حَقُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ أَن يُّخْذَلَ ، وَلا يَلِيقُ بِمَنِ اسْتَجَارَ بَعِزِّكَ أَن يُّسْلَمَ أَوْ يُهْمَلَ ، إِلَهِي فَلَا تُخْلِنَا مِنْ حِمَايَتِكَ ، وَلا تُعْرِنَا مِن رِّعَايَتِكَ ، وَذُدْنَا عَن مَّوارِدِ الْهَلَكَةِ فَإِنَّا بِعَيْنِكِ وَفِي كَنَفِكَ وَلَكَ ، أَسْأَلُكَ بِأَهْلِ خَاصَّتِكَ مِن مَّلائِكَتِكَ وَالصَّالِحِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْنَا وَاقِيَةً تُنْجِينَا مِنَ الْهَلَكَاتِ ، وَتُجَنِّبُنَا مِنَ الآفَاتِ وَتُكِنُّنَا مِنْ دَوَاهِي الْمُصِيبَاتِ ، وَأَنْ تُنْزِلَ عَلَيْنَا مِنْ سَكِينَتِكَ ، وَأَنْ تُغَشِّيَ وَجُوهَنَا بِأَنْوارِ مَحَبَّتِكَ ، وَأَنْ تُؤْوِيَنَا إِلَى شَدِيدِ رُكْنِكَ ، وَأَنْ تَحْوِيَنَا فِي أَكْنَافِ عِصْمَتِكَ ، بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .